Instagram Facebook YouTube

أدوات تنشئة الأطفال إيجابيًّا (2)

(الجزء 2)

 نتابع في هذه المادّة عَرْض أدوات التّنشئة الإيجابيّة - مع كيفيّات تطبيقها - حيث كنّا قد بدأنا بالحديث عنها في جزءٍ سابقٍ.
    

1- ما إن يباشِرَ الطّفل بالقيام بسلوكٍ غير مرغوبٍ، نحوِّل انتباهه إلى أمرٍ آخر، فنعرِض عليه نشاطًا يُحبّه.

مثل:

عندما يتشاجر الصّغار جدًّا في ما بينهم، نقاطِعهم فنقول لهم:

"هيّا، يُمكنكم رميُ المكعّبات الإسفنجيّة الآن".

أو نمازحه  مثل:

نقاطِع بالدّغدغة أو التّكلُّم معهم بأصواتٍ مضحكةٍ. 

 

مع هذا، إنّنا لا نُخفي في "أرجوحة" أنّه لدينا هذه الملحوظات حول الطّريقة المقدَّمة أعلاه: 

أ- هي لا تؤدّي إلى تغييرٍ دائمٍ في التّصرُّف غير المرغوب لدى الطّفل، كما مع طرائقَ أُخرى، بل يُمكنها فقط أن تساعدَ في حلّ المشكلة الواقعة، قبل أن تخرجَ عن سيطرتنا.

ب- هي لا تنجح مع الأطفال الكبار نسبيًّا، أو إذا لجأنا إليها في الأوقات غير المناسِبة.

ج- كما لا ننصح باعتمادها عندما يتعرَّض الطّفل للأذى أو يشعُر بالألم.  

مثل:

في حال سقط/ت الولد/البنت على الأرض وراح/ت يبكي/تبكي، علينا احتضانه/هـا؛ وليس تشتيته/هـا عن  إحساسه/ها عن طريق اللّعب معًا أو مَنْح  السّكاكر.

2-  نُلغي دوافع الطّفل إلى السّلوك غير المرغوب عبر اكتشافها أوّلًا. وللحصول على التّجاوُب وبلوغ التّعاطف، نسأل البنت/الصّبيّ عمّا يزعجه/هـا ولا نتصوّر الأمر بمفردنا. وهنا، علينا احترام فكرة أنّ السّبب الوجيه برأي الصّغار، قد لا يكون كذلك وِفق اعتقادنا، نحن الكبار.

3- نطرح أمام الطّفل خيارَيْن بديلَيْن، وهذا باتّباع الخطوات أدناه:

  أ-  نقرِّر له تصرُّفَيْن مقبولَيْن.

 ب- بعدها، نعرضهما عليه مباشرةً.

 ج-  ثمّ نشجِّعه على الاختيار بينهما بحرّيّةٍ.

 د-  ونلتزم طوال الوقت بموقفنا، فلا نبدِّل الخيارَيْن، بل نكرِّرهما وبحزمٍ. 

مثل: 

"أعلم أنّكَ ترغب في الغطس في الماء، إلّا أنّ هذا غير مناسبٍ الآن. 

يُمكنكَ أن تلعبَ بالشّاحنة أو الأرجوحة، فماذا  تريد؟".

4-  نتجنَّب إلقاء المَواعِظ على الطّفل ونتحاشى إحراجه.

مثل: 

لا نوجِّه إليه عباراتٍ على نحو: "ماذا قلتُ لكَ؟!" أو "ألم أُخبرْكَ بذلك؟!".

5- نتقبَّل مشاعر الطّفل السّلبيّة عندما نطلب إليه الكفّ عن الفعل غير المرغوب، فنفتح حوارًا معًا ولا نُعايِره مهما كان السّبب. على العكس، إذ ينبغي دعمه في خلال هذه المرحلة، من أجل الوصول معًا إلى حلٍّ يُرضيه.

مثل: 

نقول له: "يبدو أنّكَ منزعجٌ مما حصل، كيف يُمكنكَ تجنُّبَ حصول نتيجة مماثلة في المرّة المقبلة؟"
 

في النّهاية،  تُلفِت "أرجوحة" إلى أهمّيّة أن نشرحَ للأطفال الآثار السّلبيّة لتّصرُّفاتهم المزعِجة. وهذا، لأنّ:

هدفنا الأوّل هو أن يتوقَّفوا عنها بضميرٍ حيًّ، وليس لأنّنا نراقبهم، ولا خوفًا من العقاب، فيتعلَّمون الصّدق.

والثّاني هو أن يكتسِبوا مهاراتِ حلّ المشاكل، ويطوِّروا قدراتِهم في الضّبط الذّاتيّ، عبر اختبار النّتائج.

        


     

الكاتب
ورشة الموارد العربيّة

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم