Instagram Facebook YouTube

كيفيّة سيطرة الكبار على غضبهم

إنّنا كأهلٍ نتوقَّع دائمًا الأفضل من أطفالنا. 

يحدُث هذا في كثيرٍ من الأحيان من دون أن نأخذَ بعين الاعتبار نوعيّة بعض الحاجاتِ الرّئيسة لصبياننا أو بناتنا.  

لذلك، حين نغضب من أبنائنا، علينا بدايةً أن نذكِّرَ أنفسنا بسنّهم.

هكذا، سوف نفهم إذا ما تصرُّف الطّفل/ة صحيحًا أم لا، بحسب الإمكانات والمهارات العمريّة المتعارَف عليها.

مثل:إذا أوقَع ولدٌ عمره سنة كوب ماء، فَقد يكون حصل ذلك لأنّه لا يستطيع التّحكُّم بيديه بشكلٍ أفضل، وليس لأنّه متهوِّرٌ. 

يبدأ الأطفال بإدراك الصّحّ والخطأ، منذ سنواتهم الأولى

 أمّا في عمر السّنتَيْن، فيكون الأطفال مثل المراهقين في بعض تصرُّفاتهم، إذ غالبًا ما يقولون "لا" لأنّهم يسعَوْن نحو الاستقلاليّة. وتشكِّل هذه الحال جزءًا من تكوينهم العاطفي ّ- الاجتماعيّ؛ وهُمْ في هذه المرحلة يحتاجون إلى توجيهٍ، وليس إلى عقابٍ بالطّبع.

ثمّ يتبلور بعد الفهم لدى الأطفال بين سنّ الـ 5 والـ 6 سنواتٍ، حيث يُصبحون أكثر وضوحًا وثباتًا.

ويُمكن اختصار ما ورد بأنّ تطوُّر قبول الصّح والخطأ لدى الطّفل، يتزامن مع نموّه على مختلف المستويات، أي: الجسديّ، المعرفيّ، العاطفيّ والاجتماعيّ (علاقاته بمحيطه، فهمه لذاته وهويّته، اندماجه في المجتمع، تغيُّرات جسده...).

لكن بالرّغم من تلك الحقيقة، تبقى لدى الأطفال مهاراتٌ لا يُمكنهم اكتسابها قبل أعمار ومراحل نموٍّ معيّنةٍ. حتّى إنَّه أحيانًا، تكون بعض السّلوكيّات ضروريّةً لنّموّ الطّفل، في حين نَعُدّها سيّئةً، نحن الأمّهات والأباء.

مثل: القفز، التّحدُّث كثيرًا، لَمْس كلّ شيءٍ في المنزل، تجريب ملابس الوالدَيْن...
 

أخيرًا، 

عندما نفهم أسباب تصرُّف الطّفل، قد نكتشف أنّه لديه مبرِّراتٌ لا يقدر على التّعبير عنها. 

ولأنّ الضّغط اليوميّ يتداخَل مع حُكمنا على أطفالنا، من المهمّ جدًّا أن نسألَ أنفسنا إن نحن غاضبون من أسبابٍ أُخرى غير متعلِّقةٍ بهم، بخاصّةٍ أنّه في  أيّامٍ معيّنةٍ، نجد أنفسنا نرفض أُمورً نتسامح معها عادةً.

فإذا كانت الإجابة "نعم"، قد يكون التّصرُّف الّذي قام به الطّفل لا يستعدي ردّة فعلنا، وعلينا معرفة التّعامل مع غضبنا بدلًا من أن نصبَّه عليه. 

 

الكاتب
ورشة الموارد العربيّة

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم