Instagram Facebook YouTube

لماذا نحتاج إلى طلب مساعدة الاختصاصي النفسي؟ 

تؤدّي الصحّة النفسية للأهل دورًا محوريًا في تشكيل صحّة الطفل النفسية ونموّه العاطفي والاجتماعي. يؤثّر توازن الأهل النفسي على البيئة التي ينشأ فيها الطفل، وعلى الطريقة التي يكوّن بها علاقاته ويواجه تحدّيات حياته. لذلك من الضروري فهم كيف تؤثّر حالتنا النفسية على أطفالنا، لنتمكّن من دعمهم بطريقة أفضل.

 

كبداية، نذكر أنّ الحديث مع صديق قد يكون مريحًا وداعمًا، لكن هناك مواقف تحتاج إلى أكثر من الاستماع والتعاطف. فالاختصاصي النفسي يمتلك الأدوات والخبرة العلمية التي تساعدنا لنفهم مشاعرنا بشكل أعمق، ويقدّم لنا استراتيجيات عمليّة للتعامل مع التحدّيات النفسية. وبخلاف الصديق الذي يقدّم لنا الدعم العاطفي، يواجهنا المختص بطريقة مهنية تساعدنا على التعافي بشكل مستدام.

قد يكون لدينا صديق متخصّص بالعلاج النفسي، من المفيد سؤاله او استشارته في الأمور العامّة، لكن في حال الحاجة إلى تدخّل أعمق، من المفضّل التعامل مع معالج نفسي من خارج دائرة علاقاتنا. فبذلك نضمن حياده الكامل ونتجنّب أن تؤثّر علاقتنا به على أدائه أو على تقبّلنا لتوصياته.

 

- حتى لا تتراكم الضغوط وتتحوّل إلى حمل يصعب تحمّله:  

  التعامل المبكر مع التوتّر يمنع تفاقم الأزمات.

 

- للحفاظ على جودة علاقاتنا:  

  من الصعب التواصل بصدق مع من نحب عندما نكون مثقلين من الداخل. استشارة الأخصائي يساعدنا على بناء علاقات صحّية معهم.

 

- للاستمتاع بأدوارنا المختلفة:  

  سواء كأهل، موظفين، شركاء أو أصدقاء، نحن نستحق أن نعيش هذه الأدوار بوعي وارتياح لا في توتّر دائم.

 

- لتجنّب الوحدة والانفصال عن الذات والمحيط:  

  العزلة لا تعني فقط البُعد عن الآخرين، بل أحيانًا عن أنفسنا. المساندة النفسية تعيدنا إلى نقطة التوازن.

 

- لنفهم أنفسنا وتجاربنا بشكل أعمق:

تنبع الكثير من الصراعات من عدم فهمنا لذواتنا. العملية العلاجية تمنحنا أدوات لفهم أنفسنا من دون قسوة أو لوم.

 

وأخيرًا: من أجل الطفل، ومن أجلك أنت أيضًا!  

ليس الهدف فقط حماية أطفالنا من التأثر بمشاعرنا، بل أن نمنح أنفسنا فرصة لنعيش بسلام، وننقل هذا السلام إليهم.

 

فالأب والأم هما صورة العالم في عين الطفل. فليكن هذا العالم أكثر دفئًا، اتزانًا، وأمانًا.

 

إنّ صحّة الطفل النفسية مرتبطة بشكل وثيق بحالة الأهل النفسية، ولا يمكن فصل تأثير أحدهما عن الآخر. بالاهتمام بتوازننا النفسي والعمل على بناء بيئة أسريّة صحّية، نمنح أطفالنا الفرصة للنمو في أمان وثقة، لنساعدهم على بناء حياة نفسية متزنة ومستقرّة.

 

الكاتب
ريم عثمان

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم