Instagram Facebook YouTube

طفرات النموّ: زيادة الرغبة بالرّضاعة

هل فجأةً تغيَّر روتين مولودكِ، فأصبح يرضع بشكلٍ متزايدٍ؟ 

عزيزتي الأمّ، لعلّكِ تتساءلين بقلقٍ عن السّبب، وإذا ما الأمر دليل على عدم شبع صغيركِ. 

قبل التّوصُّل إلى استنتاجاتٍ مماثلةٍ، دعينا نتعرَّف إلى خصائص "مرحلة التّطوُّر الذّهنيّ وطفرات النّموّ"، وعلاقتها بهذه النّاحيّة.

 

1- فترات الرّضاعة المتواتِرة والتّقلُّب المزاجيّ لدى المولود:

لقد وصفت مراجعُ علميّةٌ مختلفةٌ فتراتِ تغيُّرات الطّفل المفاجئة بأنّها عاديّةٌ، وهذا لارتباطها المباشر بارتفاع احتياجاته. 

هكذا، تتميَّز "مرحلة التّطوُّر الذّهنيّ وطفرات النّموّ لدى المولود" بزيادة رغبته بالرّضاعة، من خلال:

  • طلبه المتكرِّر لها (ربّما كلّ ساعةٍ). 
  • أو إطالة فتراتها. 

ومن الجدير بالذِّكر، ترافِق المرحلة المذكورة بالتّقلُّب المزاجيّ أحيانًا: فقد يُصبح طفلكِ صعبَ الإرضاء، يعبِّر عن رغبته في البقاء قريبًا منكِ ويطلب أن يُحضَنَ باستمرارٍ... كما قد تتغيَّر وتيرة نوم بعضهم أو قد يرفض بعضهم الآخر النّوم... 

 

2- تزامُن هذه المرحلة مع تطوُّرٍ ملحوظٍ لدى المولود، وهي وجيزةٌ على كلّ حالٍ: 

أيضًا بحسب مراجعَ علميّةٍ مختلفةٍ، فإنّ هذه مرحلة نموٍّ جسديٍّ وعقليٍّ ـ حركيٍّ متسارعٍ. 

هكذا، قد تلاحظين من جهةٍ أنّ حجم رضيعكِ يكبر في خلال وقتٍ قصيرٍ (زيادةٍ في طوله، وزنه وقُطر رأسه)، حتّى إنّ ثيابه الجديدة تضيق عليه. 

ومن جهةٍ ثانيّةٍ، قد تتميَّز هذه المرحلة بنموٍّ عقليٍّ أيضًا، حيث يكتسب رضيعكِ مهاراتٍ جديدةً ويطوِّرها (مثل: الدّحرجة، الزّخف أو التّكلُّم).

نلفت أنّ غالبيّة الأطفال يمرّون بطفرات نموٍّ متعدّدةٍ في السّنة الأولى من عمرهم، وتتحقَّق الطّفرات الأكثر شيوعًا في الأوقات التّقريبيّة التّالية: 

  • عند الأيّام الأولى في المنزل، بين الأيّام 7 و10. 
  • بين الأسابيع 2 و3 - 4 و6. 
  • في الأشهُر 3 - 4 - 6 و9. 

ومن الممكن أن تكونَ "مرحلة التّطوُّر الذّهنيّ وطفرات النّموّ لدى الرّضيع" صعبةً بعض الشّيء، لكنّها تدوم فقط من بضعة أيّامٍ إلى أُسبوعٍ. ولا تقتصِر طفرات النّموّ كلّها على هذا العمر فقط، بل تتخطّاه إلى الطّفولة والمراهَقة. ونلفت هنا أنّ كلّ طفلٍ فريدٍ، وقد لا يمرّ طفلكِ بتلك المراحل كلّها. 

 

3- نصائح "أرجوحة" بهدف اجتياز هذه المرحلة بصعوبةٍ أقلّ:

  • تجنَّبي اللّجوء إلى مخزونكِ من الحليب المشفوط، وتابِعي الرّضاعة عند الطّلب. إنّ هذه الطّريقة تضمن إعادة إنتاج الكمّيّات الكافية من الحليب في الثّدي، من أجل أن يُلبّي حاجاتِ رضيعكِ المتزايدة. 
  • أظهِري دائمًا الدّفىء والحنان لرضيعكِ، ولا تخشي أبدًا من الإفراط بهذه الأحاسيس والمشاعر، لأنّ طفلكِ بأمسّ الحاجةٍ إليكِ في خلال هذه المرحلة!
  • حاوِلي تأجيل المَهمّات غير الضّروريّة. اُطلُبي كذلك مساعدة الأقارب والأصدقاء في الأعمال المنزليّة وروتين الرّضيع.
  • بهدف تسهيل عمليّة الرّضاعة على نفسكِ، جرِّبي وضعيّة الاستلقاء الجانبيّ على السّرير، أو حاملاتِ Baby wrap/carrier الآمنة للأطفال.
  • وعندما ينام رضيعكِ، خُذي بدوركِ قسطًا من الرّاحة.

 

ليس سهلًا  تحديد إذا ما كان طفلكِ يمرّ بهذه المرحلة أو لا، بخاصّةٍ أنّ عوارضها عامّةٌ جدًّا.

لذا، تأكَّدي أوّلًا من صحّته الجسديّة.

 فكثرة البكاء، التّململ والرّضاعة المتكرِّرة قد تدلّ أحيانًا على المرض. 

ثمّ في حال لم تجدي أيّ مبرِّرٍ صحّيٍّ لانزعاجه، اِلجَئي إلى نصائحنا أعلاه. 

 وتذكَّري أنّكِ لستِ وحيدةً في مواجهة هذه التّحدِّيات!

الدّعم كلّه لكِ من "أرجوحة".

 

الكاتب
.نور الهدى عزالدّين مستشارة دولية للرضاعة الطبيعية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم